كثيراً ما جذبتنى هذه الرواية وأثارت حماستى الفنية وتفكيرى ، ذلك لما تحتويه من فلسفة عميقة وجديدة فى عالم الجريمة ومأساة إنسانية سوداء شديدة التعقيد أظهرت ما تحمله النفس البشرية من تباين فى الخير والشر ، عن شاب جامعى فقير يثور على القيم والأخلاقيات والإجتماعيات التى يعيشها وتدفع الظروف النفسية والأخلاقية ويقتل إمرأة عجوز وشقيقتها والدوافع النفسية والأخلاقية للجريمة ، فهى رواية عن الجريمة ولكنها ليست رواية بوليسية ، بل رواية تأملية لما تخفيه النفس البشرية ، وأيضاً أفكارها تساؤلية .. هل البطل جانى أم مجنى عليه ؟ .. فهو من المقهورين المعذبين دفعته الظروف لإرتكاب جريمة القتل ليثبت لنفسه انه قوي مثل الأخرين …..
رواية قوية وطويلة كتبها الروسي العظيم “فيودر ديستويفسكي” وهو أيضاً صاحب الرائعة “الأخوة كرامازوف” والتى حولت إلى فيلم ومسلسل مصريان بعنوان “الإخوة الأعداء” ، وكذلك تحولت “الجريمة والعقاب” إلى عدة أفلام من جنسيات مختلفة ولكن الأن دعونا نتكلم عن التحويلات المصرية لرواية “الجريمة والعقاب” ، فقد تحولت الرواية إلى ثلاثــة افلام مصرية .
الفيلـــم الأول
وهو يحمل نفس عنوان الرواية “الجريمة والعقاب” إنتاج عام (1957) من إخراج إبراهيم عمارة وبطولة شكري سرحان وماجدة
وحاول الفيلم الإلتزام بمفردات الرواية ولكن بطريقة غير مبتكرة بدون أن تحمل أى فلسفة ولكن يحسب للفيلم جرأته لتناوله مرحلة كفر البطل بالله وعدم ثقته فى الإله وتجرأه عليه وأعتقد انا هذا كان سبق فى السينما المصرية لمثل هذه الحالات الشاذة نوعاً ما .
الفيلم الثانى
والذي من وجهة نظري أفضلهم وهو فيلم “سونيا والمجنون” عام (1977) من إخراج حسام الدين مصطفى وسيناريو محمود دياب وبطولة محمود ياسين ونور الشريف ونجلاء فتحي
وتميز الفيلم بفلسفته العميقة وإخراجه الصادم المتميز متحرراً من قيود الرواية وإضافة الطابع السينمائي الساحر عليها .
الفيلم الثالث
“فقراء لا يدخلون الجنة” عام (1984) من سيناريو وإخراج مدحت السباعى وبطولة محمود عبد العزيز وأثار الحكيم .. وقد حاول مدحت السباعى أن “يلف ويدور” على المتفرج ليقنعه إنها ليست رواية “الجريمة والعقاب” وخلق خلفية وبعد نفسي جديد للبطل ولكنه غريب ودخيل على القصة وتركيبه بطريقه لم تكن ممنطقة بالشكل الكافى وللأسف لم يأتى الصنع بالفلسفة والعمق التى جاء بها فيلم سونيا والمجنون إلا ما رحم ربي من أداء محمود عبد العزيز وموسيقى حسن ابو السعود الجميلة والتى لم يكن توظيفها فى الفيلم بقيمتها ….
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق