إناس يرقصون لمدة تزيد عن الألف ساعة ليحصلون على حفنة من الدولارات ، اعتقد ان هذه الجملة كانت البداية لصناعة هذا الفيلم الرائع
They Shoot Horses, Don’t They
..
مسابقة سنوية يقيمها بعض المستثمرين كنوع من الدعاية .. مسابقة رقص
يختبرون فيها قوة تحمل وتجلد البشر .. فالكل يشترك ويرقص ويتحمس ويلهث من
أجل الحصول على المال .. كلاً متشبثاً بيد رفيقه من أجل الوصول والصمود ،
منهم من أراد المال ومنهم من اراد إثبات ذاته ….سيناريو عميق وحساس يعرف جيداً من أين تؤكل الكتف .. كتبه جيمس بوي مع رفيقه روبيرت سومبسون ، عن رواية بنفس الإسم لـ ماركو ماكوي .. إستطاعوا ان يجعلوها ملحمة إنسانية تفوق ملاحم الإغريق .. كتابة الشخصيات تكونت باكتمال وأصبحت كل شخصية خاصة بنفسها تمتلك دوافعها بإحكام .. فالبحار يريد أن يرقص ليثبت أنه لم يشيخ ، والزوجة الحامل تطيع زوجها ليس أكثر والممثلة تريد أن يراها أحد المخرجين ، أما البطلة “جين فوندا” فتريد أن تثبت أنها الأفضل .. والبطل رفيقها طائع .. بالبلدى “قال يجرب” لن يخسر شئ .. كلهم فى دوامة عميقة ودائر كبيرة يرقصون تحت رحمة من لا يرحمون .. فجين فوندا فى رأيي أفضل دور لعبته .. تلك الفتاة الشرسة التى لا تأبه لأحد وهى نفسها من قررت الإنتحار فى النهاية حتى لا تقهر ، والبطل أصابه الهذيان غير مدركاً لحقيقة الأمور .
أما الإخراج فـ للرائع “سيدنى بولاك” الحاصل عن الأوسكار .. فقد إستطاع أن يصنع ملحمة بالكاميرا بكدرات غاية فى الروعة والجمال .. برغم ان الفيلم به حركة كثيرة إلا انه لم يجرح عينى بكدراته الإنسيابية .. ساعده فى ذلك المونتاج الذكي ….
النهاية من أفضل النهايات التى شاهدتها فى حياتى فانك تجلس أكثر من الساعتين لتعرف من سيفوز ولكن ينتهى الفيلم والمسابقة لازالت مستمرة وهنا تنويه ذكى بأن الملحمة لازالت مستمرة والضحايا فى تزايد ، الفيلم ترشح لـتسع جوائز أوسكار منها ترشيح أفضل ممثلة لجين فوندا وهى عن حق تستحق هذا الترشيح، كما حاز جيج يونج على الجائزة لأفضل ممثل مساعد .. وفى النهاية إنه فيلم عظيم فريد من نوعه صنعه مخرج عظيم .
الكاتب يوسف وجيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق