مراجعة فيلم interstellar

بعد عامين من اخراج نولان لاخر جزء من سلسلة the dark knight يعود المخرج كريستوفر نولان الى نوعية الخيال العلمى من الافلام التى سبق ان قدم فيها فيلما واحدا وهو inception 2010.





مراجعة Karim Spongbob
قصة الفيلم حول مجموعة من المستكشفين الذين يخوضون رحلة طويلة لاكتشاف الفضاء الشاسع وحدود الكون عبر ثقب دودي حديث الاكتشاف. كوكب الأرض يشارف على الانتهاء، والبشرية كلها في خطر داهم، والأمل كله متعلق على تلك المجموعة في إيجاد بديل آخر للبشرية خارج كوكبنا.
كنت قد انتقضت فيلم inception بسبب اضطرار النص الذى كتبه نولان للشرح كثيرا وقلت انه يمكن التغاضى عن ذلك لوجود الرؤية البصرية الفذة التى يقدمها المصور والى فستر لهذا الشرح .فى هذا الفيلم انشغل المصور والى فستر بأول تجربة اخراجية له فصنع فيلما سيئا و ترك نولان لمصور جديد يدعى هويت فان هيوتميا ليصنع لنا هو الاخر فيلما سيئا. لا اعلم لماذا يصر نولان فى افلام الخيال العلمى على الشرح؟؟!! هناك افلام خيال علمى كثيرة عظيمة لم تضطر الى اللجوء الى هذا الشرح الطويل و الممل. ينسى المخرج ان هذا الفيلم يقع تحت تصنيف الخيال العلمى و يحوله الى مجرد فيلم علمى دون خيال. يجعله اشبه بحصة فيزياء طويلة و مملة للغاية. لا يهتم المخرج نولان بالبناء الدرامى لشخصيات العمل او بتنقيح القصة من الثغرات التى توجد بها قدر اهتمامه بالعلم فى هذا الفيلم. الاهتمام الزائد بالنظريات العلمية كنظرية اينشتاين و نظريات الثقب الاسود جعلت الفيلم بلا خيال. الخيال الذى قامت عليه صناعة السينما اصلا. بدون وجود اى خيال فى فيلمك يتحول الفيلم الى مجرد احد الافلام الوثائقية التى تعرضها قناة ناشونال جيوجرافيك.
مشكلة الفيلم الاخرى هو عدم وجود المصور والى فستر الذى كان يمكنه تعويض الشرح الزائد عن الحد بمشاهد رائعة و مفتوحة للفضاء و برؤية ممتازة للكواكب الاخرى كما فعل فى فيلم inception عند الكلام عن الأحلام. لا افهم كيف يمكنك تصوير فيلم عن الفضاء فى حين ان الكاميرا تلتصق غالبية الوقت بمركبة الفضاء او تكون موجودة بداخلها . لا يوجد فى هذا الفيلم تقريبا اى مشاهد مفتوحة وواسعة للفضاء سوى عدة مشاهد قليلة. هذا نقيض تماما ما فعله المخرج الفونسو كوراون ومصوره ايمانويل لوبزكى قبل عامين حينما قاما بصناعة فيلم Gravity وحولوه الى تحفة سينمائية بسبب المشاهد الواسعة و المفتوحة للفضاء .لن تستطيع ابدا ان تنسى المشهد الافتتاحى للفيلم الذى كان بطله كوكب الارض فى خلفية الحدث بألوانه الزرقاء و الخضراء الرائعة. فى فيلمنا هذا يبخل علينا المخرج نولان بمشاهد واسعة لروعة وعظمة الفضاء فى فيلم المفروض انه اصلا عن الفضاء. لذلك فمهما قال محبو الفيلم من ان المشهد الفلانى قد تم تصويره و صناعته فى سنة كامله او ان العلماء اكتشفوا بسببه نظرية جديدة فى كيفية تكوير الثقب الاسود للفضاء فهذا لا يهم . طالما انه يوجد اصلا مشاهد قليلة جدا للفضاء والنجوم.
توجد مشكلة اخرى وهى ضعف البناء الدرامى لأى شخصية فى هذا الفيلم. دعنى اذكركم بما فعله نولان فى رائعته inception حينما انطلق من ماضى كوب الدرامى مع زوجته لصناعة فيلم خيال علمى عن الاحلام. فى فيلم inception كان الجانب الدرامى لمشكلة كوب مع زوجته هو الطاغى. تم بناء شخصية كوب و وماضيه مع زوجته بطريقة ممتازة جعلت العلاقة الخفية التى لا يعلم عنها المشاهد شيئا ويحاول استكشاف ابعادها خلال الفيلم هى المحرك الاول و الاساسي للصراع الدائر فى فيلم inception. على عكس هذا الفيلم . فى هذا الفيلم جعل نولان العلاقة بين كوبر و ابنته على هامش الفيلم تماما ولم تكن محركة لاى حدث او اى صراع من اى نوع . لا يوجد فى هذا الفيلم سوى ثلاث مشاهد عاطفية يمكن تذكرها مشهد توديع كوبر لابنته .و المشهد الذى يجلس فيه لاستقبال الرسائل بعد عودته من الكوكب بعد اكثر من 20 عاما . والمشهد الذى يقابل فيه ابنته بعد ان تكبر.
اداء ماثيو ماكهونى كان جيد جدا ولكن بالطبع لا يستحق الترشح للاوسكار كما يقول البعض. انا اصلا معترض على تواجد برادلى كوبر ضمن المرشحين. فنضيف ماكهونى ايضا للمجموعة و يترك جاك جلينهال خارج المنافسة فهذا لا يمكن تقبله ابدا. بالنسبة للممثل مايكل كين فكان حريا به ان لا يعمل مع نولان مجددا .تشعر ان جميع ادواره مع نولان لها نفس الطابع كشخص موجه او مرشد او عالم يعمل على نصح البطل و توجيهه لفعل شئ ما. بالنسبة لان هاثواى فأنا اعرف انها ممثلة جيدة و كان خطأ منها انها عندما قرأت النص هذا ان تختار ان تؤدى شخصية اميليا براند . مشكلة هذه الشخصية فى الفيلم ان النص الذى كتبه نولان لم يسمح لان هاثواى بالمناورة جيدا بالشخصية .الشخصية لا يوجد تقريبا بينها وبين ابيها اى لحظات عاطفية و مكتوبة بطريقة مسطحة للغاية يمكنك مثلا ان تلاحظ كلامها عن الدكتور الذى تحبه و الموجود على كوكب ما و هى تقول ان الحب يمكنه ان يتخطى الزمان و المكان. هذا كلام ليس بعلمى ولا خيالى ولا يجب وضعه فى فيلم اصلا. لذلك انا لا ارى ان اداء ان هاثواى هو السبب ولكن اختيارها لتمثيل هذه الشخصية الضعيفة هو السبب. كايسى افليك قدم دور ممتاز حقيقة انا احب توم كوبر وهو كبير عن توم كوبر الصغير الذى لا اعلم من هو. لحظات غضبه واستياءه كانت ممتازة منه وجعلت اشعر انه واحد من الاشياء الجيدة القليلة فى هذا الفيلم. ولكن افضل اداء بالنسبة لى جاء من ماكنزى فوى فى دور ميرفى الصغيرة يوجد فى الفيلم كيمياء جميلة و غريبة جدا بينها وبين ماكهونى جعلت لحظاتهما الدرامية مؤثرة على الشاشة . فى الواقع المشاهد يتأثر دراميا فى المشهد الذى يرى فيه كوبر ابنته على الشاشة وهى شابة او ابنته وهى عجوز كبيرة بسبب الاداء الفعال جدا من ماكنزى فوى فى دور ميرفى وهى صغيرة وليس بسبب اداء جيسكا تشاستين دور ميرفى الشابة او الممثلة العجوز التى تؤدى دور ميرفى وهى كبيرة.
فى النهاية هذا ليس واحدا من افضل افلامى فى 2014 وليس واحدا من افضل افلام نولان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جود افلام تصميم بلوجرام © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.